مقدمة الدرس :
تنامت الأدفاق التجارية منذ تسعينات القرن العشرين وساهمت في عولمة التجارة لكنّها ظلت تتصف بعدم التكافئ بين دول الشمال ودول الجنوب.
. فماهي مظاهرو عوامل تناميها ؟
. وماهي الأطراف المتدخلة ؟
. وأين يبرز عدم التكافئ بين دول الشمال ودول الجنوب ؟
I - مظاهر نمو الأدفاق التجارية وعوامله :
1* نمو سريع للأدفاق التجارية : المظاهر والخصائص:
- نمت الأدفاق التجارية منذ تسعينات القرن الـ20 حيث تضاعفت قيمة المبادلات التجارية العالمية 5 مرات بين 1980 و 2005.وقد شمل هذا النمو خاصة الدول النامية نتيجة انخراط عدّة دول في المنظمة العالمية للتجارة فزادت نسبتها من التجارة العالمية.
- شمل النمو كل من أدفاق السلع التي تضاعفت 5 مرات لتصل إلى 10000 مليار دولار سنة 2005 كما تضاعفت أدفاق الخدمات التجارية ( النقل الدولي,التأمين..) بحوالي 6 مرات خلال نفس الفترة.
- تمثل الأدفاق ضمن الإقليمية الجزء الأكبر من الأدفاق التجارية العالمية بسبب الصعوبات التي تلاقيها الاتفاقيات متعددة الأطراف رغم تدخلات المنظمة العالمية للتجارة (OMC) للتشجيع على الاتفاقيات متعددة الأطراف.
- تبرز حدود عولمة الأدفاق التجارية من خلال تفوق الأدفاق ضمن الإقليمية ( 57% سنة 2005 ) على الأدفاق بين الإقليمية ( 43% ).
2* عوامل النمو السريع للأدفاق التجارية:
أ * دور الشركات متعددة الجنسيات:
- تنامت فروع الشركات عبر القطرية خاصة في دول العالم النامي بهدف اقتحام مختلف الأسواق والاستفادة من فوارق كلفة الإنتاج فازدادت المبادلات التجارية خاصة بين الشركات الأم وفروعها وتمثل نسبة هذه المبادلات التجارية 1/3 المبادلات التجارية العالمية.
- من أهم الشركات عبر القطرية نذكر فيليبس الهولندية وسوني اليابانية وجينرال موتورز الأمريكية وهي تملك 166 فرعا خارج الو.م.أ.
جنرال موتورز سوني فيليبس
ب* سياسات اقتصادية محفزة:
- اتبعت عدة دول نامية منذ سبعينات القرن العشرين سياسة اقتصادية حاثة على التصدير تعمقت خلال الثمانينات في إطار سياسة الانفتاح الاقتصادي مثل التنينات
والنمور الآسياوية .
ج* تحرير التجارة العالمية:
- تم تحرير التجارة العالمية عن طريق عدة منظمات دولية مثل القات ( الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة ) منذ 1947والمنظمة العالمية للتجارة منذ 1995 وأفضت المفاوضات بين أعضائها ( 150 ) الى خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية وهي تسعى إلى أن تشمل الاتفاقيات في المستقبل المنتجات الفلاحية وبعض الخدمات كما استفادت المنظمة من انضمام دول جديدة مثل الصين.
د* دور الاتفاقيات:
- ساهمت بعض الاتفاقيات الثنائية والإقليمية في تحرير التجارة العالمية وإنشاء مناطق للتبادل الحر مثل مجلس التعاون الخليجي وأسواق مشتركة مثل الاتحاد الأوروبي والماركوسور بأمريكا اللاتينية.
هـ* تطور وسائل النقل والاتصال:
- استفادت التجارة العالمية من تطور وسائل النقل والاتصال مثل تطور التقنيات البنكية وتيسير إبرام الصفقات وسرعة نقل السلع خاصة مع اعتماد الصندقة ( الحاويات ) التي ساهمت في خفض التكلفة بالإضافة إلى دور شبكات النقل الحديدي العابرة للقارات التي ساهمت في ارتفاع المبادلات التجارية على منوال شبكة النقل الحديدي بالاتحاد الأوروبي.
II - الأطراف المتدخلة متفاوتة النفوذ :
1* الشركات عبر القطرية (المحرك الرئيسي للتجارة العالمية ):
2
- تنتمي جل الشركات عبر القطرية الى دول الشمال وقد بلغ عدد هذه الشركات 63 ألف شركة أم بينما يزيد عدد فروعها عن 820 ألف موزعين في أنحاء العالم.
- تتحكم هذه الشركات في 2/3 الأدفاق التجارية العالمية وتهيمن على 1/3 الصادرات العالمية.
- تمارس هذه الشركات ضغطا على حكوماتها وعلى المنظمة العالمية للتجارة وعلى المنتديات الاقتصادية العالمية ولا تراعي المصالح الاقتصادية لدول الجنوب.
2* المنظمة العالمية للتجارة (OMC) المنظمة الدولية الأولى للتجارة في العالم:
- تمتلك هيكلا لفض النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء ونظمت عدة ندوات وزارية لمزيد تحرير التجارة ولتشمل المنتجات الفلاحية والخدمات لكنها تواجه صعوبات واختلافات بسبب تباين مصالح أعضائها.
- فشلت الـ OMC في عدة جولات تفاوضية بسبب كثرة النزاعات بين أعضائها .
3* دور المنظمات الدولية الأخرى:
- تتدخل بعض المنظمات الدولية الأخرى في التجارة العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وهي تحت سيطرة القوى العظمى وتقوم بالضغط على الدول النامية لتدعيم العولمة والتبادل الحر.
المنظمة العالمية للتجارة والشركات عبر القطرية وبقية المنظمات الدولية تسعى إلى تحرير التجارة وتعميق العولمة دون مراعاة مصالح الجنوب لذلك برزت منظمات غير حكومية مناهضة لمشروع العولمة مثل آتاك إذ تعتبر العولمة شكلا من أشكال الاستعمار وتنظم احتجاجات وتظاهرات...
المنظمة العالمي للتجارة في خدمة دول الشمال
III - أدفاق تجارية غير متكافئــــــة :
1* دول الشمال تهيمن على الأدفاق التجارية العالمية وفي مقدمتهم دول الثالوث:
هيمنة على الأدفاق
+ التجارية
- تستأثر دول الشمال بأغلبية المبادلات (سلع,خدمات) إذ تهيمن على 2/3 مبادلات السلع و ¾ مبادلات الخدمات و يتقدمهم الثالوث(الو.م.أ,اليابان والاتحاد الأوروبي) الذي يستأثر بأكثر من ½ مبادلات السلع سنة 2005.
- تتبادل دول الشمال أهم أدفاق السلع بينها نتيجة اندماجها ضمن تجمعات اقتصادية (الاتحاد الأوروبي)أو مناطق للتبادل الحر(منطقة التبادل الحر بأمريكا الشمالية).
2* مكانة محدودة ومتباينة لدول الجنوب في الأدفاق التجارية العالمية:
- تتميز نسبة المبادلات التجارية جنوب جنوب بضعفها باستثناء المبادلات ضمن القارة الآسياوية).
- رغم تنامي الأدفاق التجارية لدول الجنوب فهي لا تزال ضعيفة مقارنة بدول
الشمال إذ لا تتجاوز حصة دول الجنوب 36%من أدفاق السلع و27% من أدفاق الخدمات سنة 2005.
- تتميز الأدفاق التجارية بدول الجنوب بمركزيتها اذ تتركز أساسا بدول بجنوب وشرق التي تستأثر بـ63% من صادرات دول الجنوب بينما مساهمة الدول الإفريقية في المبادلات العالمية لا يتجاوز 3%.
- يعود تنامي حصة القارة الآسياوية من المبادلات التجارية العالمية الى تطور صادرات الصين والهند والتنينات والنمور الآسياوية.
3* تباين بنية أدفاق السلع بين دول الشمال ودول الجنوب:
بلدان الشمال بلدان الجنوب
واردات صادرات واردات صادرات
- منتجات معملية نتيجة عولمة الاقتصاد.
- مواد طاقية ومنجمية وفلاحية - منتجات معملية
- تكنولوجيا عالية
- خدمات عالية - مواد مصنعة وتكنولوجيا
- رؤوس أموال - منتجات معملية في نمو ( النسيج )
- مواد طاقية ومنجمية وفلاحية
- تركيبة صادرات دول الشمال تغلب عليها الخدمات العالية والمنتجات المعملية ذات القيمة المضافة العالية مستفيدة من عراقة القطاع الصناعي ودور الشركات عبر القطرية .
بنية أدفاق تجارية تجسد القوة الاقتصادية.
- شهدت نسبة المنتجات المعملية بدول الجنوب نموا من 19% سنة 1980 من جملة الصادرات المعملية العالمية إلى 32% سنة 2005 لكن أغلبها ذات قيمة مضافة ضعيفة أو متوسطة مثل النسيج لكن هذا النمو متباين بين الأقطار ففي إفريقيا والشرق الأوسط لا تمثل الصادرات المعملية سوى 20% مقابل 80% من صادرات الدول الآسياوية بفضل ما حققته التنينات والنمور الآسياوية والصين من تقدم صناعي.
- المنتوجات المعملية في بلدان الجنوب تنتجها فروع الشركات عبر القطرية التابعة
لدول الشمال.
بنية أدفاق تجارية تكرس التبعية والتخلف الاقتصادي.
خاتمة :
رغم نمو حجم الأدفاق التجارية العالمية فان دول الجنوب تظل عاجزة على مسايرة القوة الاقتصادية لدول الشمال كماّ وكيفا.